فصل: تفسير الآية رقم (60):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: محاسن التأويل



.تفسير الآية رقم (55):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [55].
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ} أي: أصروا على كفرهم ورسخوا فيه: {فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} أي: فلا يتوقع منهم إيمان.

.تفسير الآية رقم (56):

القول في تأويل قوله تعالى: {الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ} [56].
{الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ} أي: لا يخافون عاقبة الغدر، ولا يبالون بما فيه من العار والنار.
تنبيهات:
الأول: قال المهايمي: أشار تعالى إلى أنه كيف يترك نعمه على من غير أحواله التي كانت أسباب النعم، وقد كان بها إنسانيته، فبتغييرها لحق بالدواب، وبإنكار المنعم صار شراً منها، والنعم تسلب ممن لا يعرف قدرها، فكيف لا تسلب ممن ينكر المنعم؟.
الثاني: دلت الآية على جواز تحقير العصاة، والإستخفاف بهم، حيث سماهم تعالى دواب، وأخبر أنهم شر الدواب.
الثالث: قالوا: نزلت الآية في يهود بني قريظة، رهط كعب بن الأشرف، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان عاهدهم ألا يحاربوه، ولا يعاونوا عليه، فنقضوا العهد، وأعانوا مشركي مكة بالسلاح على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم قالوا: نسينا وأخطأنا، فعاهدهم الثانية فنقضوا العهد أيضاً. ومالؤوا الكفار على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وركب كعب بن الأشرف إلى مكة، فوافقهم على مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الرابع: الذين بدل من الموصول الأول، أو عطف بيان له، أو نصب له على الذم. وضمن عاهدت معنى الأخذ، حتى عدِّي بمن، أي: أخذت منهم عهدهم.
وقيل: من صلة، وقال أبو حيان: هي للتبعيض، لأن المباشر بالذات للمعاهدة بعض القوم، وهي الرؤساء والأشراف.
الخامس: قوله: {وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ}، حال من فاعل ينقضون، أي: يستمرون على النقض، والحال أنهم لا يتقون العار فيه، لأن عادة من يرجع إلى دين وعقل وحزم أن يتقي نقض العهد، حتى يسكن الناس إلى قوله، ويثقون بكلامه، فبين الله عز وجل أن من جمع بين الكفر ونقض العهد، فهو شر من الدواب.
ثم شرع تعالى في بيان أحكام الناقضين، بعد تفصيل أحوالهم، بقوله:

.تفسير الآية رقم (57):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [57].
{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} أي: فإما تصادفنهم وتظفرن بهم {فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ} أي: فرق بهم من وراءهم من المحاربين، يعني: بأن تفعل بهم من النكال وتغليظ العقوبة، ما يشرد غيرهم خوفاً، فيصيروا لهم عبرة، كما قال: {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} أي: لعل المشردين يتعظون بما شاهدوا ما نزل بالناقضين، فيرتدعوا عن النقض أو عن الكفر.
قال في التاج: وقيل: معنى: {فَشرد بهم} فسمع بهم وقيل: فزع بهم، ولا يخفى أن هذه المعاني متقاربة.
وأصل التشريد الطرد والتفريق، ويقال: شرد به تشريداً، سمع الناس بعيوبه. قال:
أُطوف بالأباطحِ كلِّ يوم ** مخافَةَََ أن يُشرِّد بي حكيمُ

معناه أن يسمِّع بي، وحكيم رجل من بي سُليم كانت قريش ولَّته الأخذ على أيدي السفهاء.
استشهد به في اللسان في مادة (شرد).

.تفسير الآية رقم (58):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} [58].
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً} بيان لأحكام المشرفين إلى نقض العهد، وإثر بيان الناقضين له بالفعل. والخوف مستعار للعلم، أي: وإما تعلمن من قوم من المعاهدين نقض عهد فيما سيأتي، بما لاح لك منهم من دلائل الغدر، ومخايل الشرّ.
{فَانبِذْ إِلَيْهِمْ} أي: فاطرح إليهم عهدهم {عَلَى سَوَاء} أي: على طريق مستوٍ، قصد بأن تظهر لهم النقض، وتخبرهم إخباراً مكشوفاً بأنك قد قطعت ما بينك وبينهم من الوصلة، ولا تناجزهم الحرب وهم على توهم بقاء العهد، كي لا يكون من قبلك شائبة خيانة أصلاً، وإن كانت في مقابلة خيانتهم.
وقوله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} تعليل للأمر بالنبذ، إما باعتبار استلزامه النهي عن مناجزة القتال، لكونها خيانة، فيكون تحذيراً له صلى الله عليه وسلم منها، وإما باعتبار استتباعه للقتال، فيكون حثاً له صلى الله عليه وسلم على النبذ أولاً، وعلى قتالهم ثانياً، كأنه قيل: وإما تعلمن من قوم خيانة فانبذ إليهم، ثم قاتلهم، إن الله لا يحب الخائنين، وهم من جملتهم، ولما علمت من حالهم. أفاده أبو السعود.
تنبيه:
دلت الآية على جواز معاهدة الكفار لمصلحة، ووجوب الوفاء بالعهد إذا لم يظهر منهم أمارة الخيانة، وتدل على إباحة نبذ العهد لمن توقع منهم غائلة مكر، وأن يعلمهم بذلك، لئلا يعيبوا علينا بنصب الحرب مع العهد.
روى أصحاب السنن أنه كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم ليقرب، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول: الله أكبر! الله أكبر! وفاء لا غدر، فإذا هو عَمْرو بن عَبْسَةَ فأرسل إليه معاوية فسأله، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء» فرجع معاوية. وروى الإمام أحمد عن سلمان الفارسي أنه انتهى إلى حصن أو مدينة، فقال لأصحابه: دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم، فقال:
إنما كنت رجلاً منكم فهداني الله عز وجل للإسلام، فإن أسلمتم فلكم مالنا، وعليكم ما علينا، وإن أنتم أبيتم، فأدوا الجزية وأنتم صاغرون، فإن أبيتم نابذناكم على سوء، إن الله لا يحب الخائنين.
يفعل ذلك بهم ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها.
هذا، وما ذكر من وجب إعلامهم، وإنما هو عند خوف الخيانة منهم وتوقعها، كما هو منطوق الآية.
وأما إذا ظهر نقض العهد ظهوراً مقطوعاً به فلا حاجة للإمام إلى نبذ العهد، بل يفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل مكة لما نقضوا العهد بقتل خزاعة، وهو في ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرعهم إلا وجيش رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرَ الظهران، وذلك على أربعة فراسخ من مكة.

.تفسير الآية رقم (59):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} [59].
{وَلاَ يَحْسَبَنَّ} قرئ بالياء والتاء {الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ} أي: فاتوا وأفلتوا من أن يظفر بهم {إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} أي: لا يفوتون الله من الإنتقام، وإما في الدنيا بالقتل، وإما في الآخرة بعذاب النار.
وقرئ بفتح {أن} على تقدير لام التعليل، وهذا كقوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}، وقوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ} وقوله تعالى: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}.
وقوله تعالى:

.تفسير الآية رقم (60):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [60].
{وَأَعِدُّواْ لَهُم} أي: لقتال ناقضي العهد السابق ذكرهم، أو الكفار مطلقاً، وهو الأنسب بسياق النظم الكريم {مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} أي: من كل ما يتقوى به في الحرب من عددها، أطلق عليه القوة مبالغة.
قال الشهاب: وإنما ذكر لأنه لم يكن لهم في بدر استعداد تام، فنبهوا على أن النصر من غير استعداد لا يتأتى في كل زمان.
{وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} الرباط في الأصل مصدر ربط، أي: شد، ويطلق بمعنى المربوط مطلقاً، كثر استعماله في الخيل التي تربط في سبيل الله، فالإضافة إما باعتبار عموم المفهوم الأصلي، أو بملاحظة كون الرباط مشتركاً بين معان أخر، كانتظار الصلاة وملازمة ثغر العدو، والمواظبة على الأمر، فإضافته لأحد معانيه للبيان، كعين الشمس، ومنه يعلم أنه يجوز إضافة الشيء لنفسه إذا كان مشتركاً.
وإذا كان من إضافة المطلق للمقيد، فهو على معنى من التبعيضية.
وقد يكون الرباط جمع ربيط، كفصيل وفصال.
قال في التاج: يقال: نعم الربيط هذا، لما يرتبط من الخيل، ثم إن عطفها على القوة مع كونها من جملتها للإيذان بفضلها على بقية أفرادها، كعطف جبريل وميكائيل على الملائكة {تُرْهِبُونَ بِهِ} أي: تخوفون بذلك الإعداد {عَدُوَّ اللّهِ} وهو المثبت له شريكاً، المبطل لكلمته {وَعَدُوَّكُمْ} أي: الذي يظهر عداوتك، فتخوفونهم لئلا يحاربوكم باعتقاد القوة في أنفسهم دونكم.
تنبيه:
دلت هذه الآية على وجوب إعداد القوة الحربية، إتقاء بأس العدو وهجومه.
ولما عمل الأمراء بمقتضى هذه الآية، أيام حضارة الإسلام، كان الإسلام عزيزاً عظيماً، أبي الضيم، قوي القنا، جليل الجاه، وفير السنا، إذا نشر لواء سلطته على منبسط الأرض، فبقض على ناصية الأقطار والأمصار، وخضد شوكة المستبدين الكافرين، وزحزح سجوف الظلم والإستعباد، وعاش بنوه أحقاباً متتالية وهم سادة الأمم، وقادة مشعوب، وزمام الحول والطول وعطب روحي العز والمجد، لا يستكينون لقوة، ولا يرهبون لسطوة.
وأما اليوم، فقد ترك المسلمون العمل بهذه الآية الكريمة، ومالوا إلى النعيم والترف فأهملوا فرضاً من فروض الكفاية، فأصبحت جميع الأمة آثمة بترك هذا الفرض ولذا تعاني اليوم من غصته ما تعاني، وكيف لا يطمع العدو بالممالك الإسلامية، ولا ترى فيها معامل للأسلحة، وذخائر الحرب، بل كلها مما يشترى من بلاد العدو؟
أما آن لها أن تتنبه من غفلتها، وتنشئ معامل لصنع المدافع والبنادق والقذائف والذخائر الحربية؟ فلقد ألقي عليها تنقص العدو بلادها من أطرافها درساً يجب أن تتدبره، وتتلافى ما فرطت به قبل أن يداهم ما بقي منها بخيله ورجله، فيقضي- والعياذ بالله- على الإسلام وممالك المسلمين، لاستعمار الأمصار، واستعباد الأحرار، ونزع الإستقلال المؤذن بالدمار. وبالله الهداية.
وقوله تعالى: {وَآخَرِينَ} أي: وترعبون قوماً آخرين {مِن دُونِهِمْ} أي: من دون من يظهر عداوتكم، وهم المنافقون {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ} أي: أنهم يعادونكم {اللّهُ يَعْلَمُهُمْ} أي: أنهم أعداؤكم، يظهرون عداوتهم إذا رأوا ضعفكم.
ثم شجعهم سبحانه على إنفاق المال في إعداد القوة، ورباط الخيل، مبشراً لهم بتوفية جزائه كاملاً، بقوله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ} أي: الذي أوضحه الجهاد: {يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} أي: في الدنيا من الفيء والغنيمة والجزية والخراج، وفي الآخرة بالثواب المقيم: {وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} أي: بترك الإثابة.
تنبيهات:
الأول: هذه الآية أصل في كل ما يلزم إعداده للجهاد من الأدوات.
الثاني: في قوله تعالى: {تُرْهِبُون بِهِ} إشارة إلى التجافي عن أن يكون الإعداد لغير الإرهاب كالخيلاء.
وفي حديث الإمام مالك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الخيل ثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر ولرجل وزر، فأما الذي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله، ورجل ربطها تغنياً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها، فهي له ستر، ورجل ربطها فخراً ورياءً ونِواءً لأهل الإسلام، فهي على ذلك وزر».
الثالث: ما ذكرناه في تأويل الآخرين من أنهم المنافقون، يشهد له قوله تعالى {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}.
ثم بين تعالى جواز مصالحة الكفار بقوله:

.تفسير الآية رقم (61):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [61].
{وَإِن جَنَحُواْ} أي: مالوا وانقادوا {لِلسَّلْمِ} بكسر السين وفتحها، لغتان، وقد قرئ بهما، أي: الصلح والاستسلام بوقوع الرهبة في قلوبهم، بمشاهدة ما بكم من الاستعداد، وإعتاد العتاد {فَاجْنَحْ لَهَا} أي: فمل إلى موافقتهم وصالحهم وعاهدهم، وإن قدرت على محاربتهم، لأن الموافقة أدعى لهم إلى الإيمان.
ولهذا لما طلب المشركون عام الحديبية الصلح، ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين، أجابهم إلى ذلك، مع ما اشترطوا من الشروط الأخر. والسلم يذكر ويؤنث، كما في القاموس.
قال الزمخشري: السلم تؤنث تأنيث نقيضها، وهي الحرب.
قال العباس بن مرداس:
السلم تأخذ منها ما رضيت به ** والحرب يكفيك من أنفسها جُرَعُ

{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} أي: لا تخف في الصلح مكرهم، فإنه يعصمك من مكرهم، {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} لأقوالهم {الْعَلِيمُ} أي: بأحوالهم، فيؤاخذهم بما يستحقون ويرد كيدهم في نحرهم.